روائع مختارة | واحة الأسرة | أولاد وبنات (طفولة وشباب) | الفتاة.. وإدارة الوقت

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > أولاد وبنات (طفولة وشباب) > الفتاة.. وإدارة الوقت


  الفتاة.. وإدارة الوقت
     عدد مرات المشاهدة: 3689        عدد مرات الإرسال: 1

تقول فتاة: (أنا طالبة جامعية في السنة الأولى، وتخصصي يتطلب إدارة جيدة للوقت وتنظيمه، وأنا على النقيض من ذلك تمامًا.

لا أجيد إدارة الوقت ولا تنظيم وترتيب نفسي لأتهئ كليًا للدراسة، على الرغم من أنني ولله الحمد متفوقة في دراستي، لكني أبذل جهودًا مضاعفة في الدراسة وأجهد نفسي.

كما أنني مدمنة لتصفح الإنترنت مما يتسبب في تضييع وقتي ولا أستطيع تركه بسهولة، وقد حاولت الابتعاد عنه لكن سرعان ما أجد نفسي أمام الشاشة، وقد جربت وضع جدول لإدارة وقتي ولكن للأسف ليس لدي العزيمة للتنفيذ.

أريد حلًا لتنظيم وقتي والتخلص من الإدمان على الإنترنت، خاصة أن سنتي الحالية في الجامعة مكتظة بالأنشطة، وتتطلب وقتا وجهدا كبيرين، وإن بقيت على هذا الحال سينخفض مستواي بالتأكيد) [مستفاد من استشارات الشبكة الإسلامية].

إن من أهم التحديات التي تقابل أي فتاة في حياتها العملية إدارة الوقت، فالفتاة تبدأ مشاكلها التعامل مع الوقت منذ فترة الثانوية العامة مرورًا بالجامعة، نظرًا للمغريات التي تقابلها زهرة مثل الإنترنت ومشاهدة التلفاز وغيرها.

تعريف إدارة الوقت:

إن إدارة الوقت تعني إدارة الأحداث، أي أن يكون الإنسان قادرًا إلى ترتيب وقته وتنظيمه بفاعلية عالية، فيعرف ماذا سيفعل هذا اليوم؟ ومتى؟ وكيف؟

وإن كان الوقت يتسم بالجمود، فلا يمكن إدخاره أو تعويضه أو تأجيله، وبالتالي ندرك اختلافه عن بقية الموارد البشرية والطبيعية والمادية، لذا من الممكن إيجاز تعريف إدارة الوقت بعبارة أخرى، أنه الاستخدام الجيد والصائب للوقت المحدد والمسموح به لتحقيق غاية ما.

وقبل أن نشرع في إعطائكِ الوسائل العملية لكيفية استغلال الوقت، أجيبي عن الاختبار التالي:

اختبار الوقت 

هل لكِ قائمة خاصة مكتوبة بأهدافك؟         

هل تُعدي خطة يومية وأسبوعية؟          

هل تستخدمي وقت الانتظار والانتقال جيدًا؟       

هل تخصصي وقتًا كل يوم للتفكير في جدوى نشاطاتك في تحقيق أهدافك؟

هل تقومي بالأعمال بناء على الأولويات؟       

هل تتوقفي فورًا عن أي نشاط غير مفيد تقوم به؟      

هل تُنهي أعمالكِ في موعدها؟         

هل تستطيعي أن تقول: "لا" عندما يجب عليكِ ذلك؟       

هل تتركي وقتًا كافيًّا للراحة وممارسة الهواية ورعاية الأسرة؟ 

هل تنجزي المهام الصعبة والمزعجة دون تأجيل؟    

هل تنجزي كل ما خططت له في يومك؟        

هل تقومي بمتابعة يومية لإدارة وقتك وإنجاز مهامك؟

 مفاتيح الإجابة: دائمًا، عادة، أحيانًا، نادرًا، أبدًا

دوِّني النتيجة بالطريقة التالية:

•   قومي بضرب عدد الإجابات (دائمًا) × 5 =

•   قومي بضرب عدد الإجابات (عادة) × 4 =

•   قومي بضرب عدد الإجابات (أحيانًا) × 3 =

•   قومي بضرب عدد الإجابات (نادرًا) × 2 =

•   قومي بضرب عدد الإجابات (أبدًا) × 1 =

النتائج:

•   إذا كان مجموع إجابتكِ بين (54 – 60)، فأنتِ تستخدمي وقتك بفاعلية.

•   إذا كان مجموع إجابتك بين (45 – 53)، فأنتِ جيد جدًّا، ولكن تحتاج إلى دفعة إضافية لتصبح ممتازًا.

•  إذا كان مجموع إجابتكِ بين (30 – 44)، فأنت تعاني من بعض المشاكل، وإن كان أداؤكِ الحالي ليس سيئًا، ولكنه ليس بالطبع على مستوى الامتياز الذي يمكن تحقيقه حتى تستطيعي إدارة وقتك بجدية.

•  إذا كان مجموع إجابتك بين (12 – 29)، فأنتِ لا تحسني بتاتًا استغلال وقتك، ولكنك تستطيعي أن تتحسني تحسنًا هائلًا إذا بذلتِ كل جهدكِ لتغيير أسلوبكِ الحالي، فأنتِ تواجهي تحديًّا حقيقيًّا، ولكنكِ تستطيعي عن طريق أساليب إدارة الوقت أن تواجهي هذا التحدي وتحققي النجاح.

الواقع الغربي مع إدارة الوقت:

(في دراسة قامت بها الجمعية الطبية الأمريكية في كولوبيا والتي تخدم نحو أربعين ألف مريض بدراسة الوقت الذي يقضيه المريض في عيادات الجمعية، فاكتشفت أنه يتراوح بين عشر إلى عشرين دقيقة.

ووجدت أن انتظار المريض إذا طال عن هذه المدة، فإن التقصير سيكون من جانب أطباء الجمعية، وهكذا رأت أنه من واجب الجمعية تعويض المرضى الذين ينتظرون أكثر من هذه المدة.

وقد أعدت الجمعية إيصالات كل منها بخمسة دولارات تعطي للمريض عن كل دقيقة يقضيها بعد العشرين دقيقة المحددة، وللمريض الحق أن يستخدم هذه الإيصالات في شراء الأدوية أو المستلزمات الطبية، أو أن يحصل عليها نقدًا.

كذلك تم توقيع خصومات على الأطباء المتهاونين في أداء عملهم، طبقًا للمعايير التي وضعتها الجمعية، وقد صرح د. وليام جاكوب رئيس الجمعية أن خدمة المرضى تحسنت بعد هذه الإجراءات) [إدارة الوقت، د. إبراهيم الفقي، ص(11)].

بالنظر أختي الحبيبة إلى هذه الدراسة سنجد مدى حرص الواقع الغربي على الوقت، حتى في أدق الأشياء.

كيف تديرين وقتك؟

1- استشعري أهمية تنظيم الوقت:

إن إدارة الوقت وتنظيمه يجب أن ينبع من المبادرة الذاتية، ولننظر إلى همة العظماء في ذلك:

1- ابن الجوزي:

انظري كيف استفاد ابن الجوزي من وقته وهو مع البطالين: (لما رأيت أن الزمان أشرف شيء، والواجب انتهازه بفعل الخير؛ كرهت ذلك وبقيت معهم بين أمرين:

إن أنكرت عليهم وقعت وحشة لموضع قطع المألوف، وإن تقبلته منهم ضاع الزمن، فصرت أُدافع اللقاء جهدي، فإذا غُلبت قصَّرت في الكلام لأتعجل الفراق.

ثم أعددت أعمالًا لا تمنع من المحادثة لأوقات لقائهم لئلا يمضي الزمان فارغًا، فجعلت من المستعد للقائهم قطع الكاغد(الورق)، وبري الأقلام، وحزم الدفاتر.

فإن هذه الأشياء لابد منها، ولا تحتاج إلى فكر وحضور قلب، فأرصدتها لأوقات زيارتهم لئلا يضيع شيء من وقتي!) [صيد الخاطر، ابن الجوزي، (1 225)].

2- أبو يوسف:

وهذا أبو يوسف يعقوب الأنصاري، وهو في آخر لحظات حياته يستغل وقته حتى لا يضيع هباءًا منثورًا، يروي لنا خبره إبراهيم بن الجراح الكوفي فيقول: (مرض أبو يوسف، فأتيته أعوده، فوجدته مغمى عليه، فلما أفاق قال لي: يا إبراهيم، ما تقول في مسألة؟

قلت: في مثل هذه الحالة؟!

قال: ولا بأس بذلك، ندرس لعله ينجو به ناج.

ثم قال: يا إبراهيم، أيهما أفضل في رمي الجمار ـ أي في مناسك الحج ـ أن يرميها ماشيًا أو راكبًا؟

قلت: راكبًا.

قال: أخطأت.

قلت: ماشيًا.

قال: أخطأت.

قلت: قل فيها، يرضى الله عنك.

قال: أما كان يوقف عنده للدعاء، فالأفضل أن يرميه ماشيًا، وأما ما كان لا يوقف عنده فالأفضل أن يرميه راكبًا.

ثم قمت من عنده، فما بلغت باب داره حتى سمعت الصراخ عليه، وإذا هو قد مات رحمة الله عليه) [الوقت أنفاس لا تعود، عبد الملك القاسم، ص(26)].

3- الهمة النووية:

وانظري أيتها الحبيبة إلى الإمام النووي، والذي مات وهو سن صغير 45 سنة، ولكنها كانت عامرة بمئات المؤلفات والكتب.

قال ابن العطار في ترجمته: (وذكر لي الشيخ أنه كان يقرأ كل يوم اثني عشر درسًا على المشايخ شرحًا وتصحيحًا؛ درسين في الوسيط، ودرسًا في المهذب، ودرسًا في الجمع بين الصحيحين، ودرسًا في صحيح مسلم، ودرسًا في اللمع لابن جني.

ودرسًا في اصطلاح المنطق لابن السكيت، ودرسًا في التصريف، ودرسًا في أصول الفقه تارة في اللمع لأبي إسحاق وتارة في المنتخب لفخر الدين، ودرسًا في أسماء الرجال، ودرسًا في أصول الدين، وكنت أعلِّق جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل ووضوح عبارة وضبط لغة، وبارك الله لي في وقتي) [تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي، ابن العطار، (1 2)].

2- مجاهدة النفس:

قال بعض الصالحين: (همتك فاحفظها، فإن الهمة مقدمة الأشياء، فمن صلحت له همته وصدق فيها؛ صلح له ما وراء ذلك من الأعمال) [صفة الصفوة، ابن الجوزي، (2 35)].

ويجب أن تعلمي نفسك معالي الأمور وأشرفها، فربك غني عن سفاسف الأمور ودونها، ومن أحب الله أحب محبوباته وسعى في طلبها ونيلها؛ يقول صلى الله عليه وسلم:

(إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها) [رواه الطبراني في الكبير، (2826)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، (1890)].

(والهمة العالية لا تزال بصاحبها تضربه بسياط التأنيب واللوم، وتزجره عن مواقف الذل، وترفعه من درجات الحضيض، حتى يصل إلى أعلى مقامات المجد والسؤدد.

ولاشك في أن هذا الخُلُق يورد صاحبه موارد التعب والعناء، ولكنه سبيل الوصول إلى معالي الأمور، فهو الدواء المـُر، الذي يستسيغه المريض لكي يبرأ من مرضه) [الهمة العالية، محمد بن إبراهيم الحمد، ص(107)].

ماذا بعد الكلام؟

ـ قومي بعمل قائمة أعمال يومية ثم اكتبي فيها كل يوم في الصباح الأعمال التي ستقومي بها في هذا اليوم.

ـ إذا أنجزتِ عمل ضعي علامة عليه في ورقة الأعمال.

ـ اجعلي قائمتكِ مرنة بحيث يمكن إضافة أشياء أو حذف أخرى.

المصادر:

•   الهمة العالية، محمد بن إبراهيم الحمد.

•   صفة الصفوة، ابن الجوزي.

•   تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي، ابن العطار.

•   الوقت أنفاس لا تعود، عبد الملك القاسم.

•   صيد الخاطر، ابن الجوزي.

•   إدارة الوقت، د. إبراهيم الفقي.

 المصدر: موقع مفكرة الإسلام